Duration 5:56

هكذا ضرب صدام حسين الدجيل بعد محاولة إغتياله ,, سلسلة حروب صدام من قناة زوايا وأسرار

158 638 watched
0
2.4 K
Published 28 Dec 2020

في السابع من رمضان، الموافق للثامن من يوليو للعام 1982م زار صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق بلدة الدجيل ثم انطلق بصحبة موكبه المكون من أكثر من ثلاثين سيارة، وفي وسط المدينة أطلق مسلحون النار بشكل مكثف على سيارات الموكب، في محاولةٍ لاغتيال صدام، وقد تم تبادل إطلاق النار بين المسلحين وعناصر حماية صدام.. عقب الهجوم، غادر صدام حسين سيارته واستبدلها بأخرى متوجهاً بها إلى مقر الفرقة الحزبية ليجتمع بأعضائها مدة ساعة كاملة، ليعود بعدها مرة أخرى إلى وسط المدينة لإلقاء خطاب من على سطح مبنى المستوصف الصحي إلى أهالي الدجيل.. صدام أعلن في خطابه بأن من قام بهذه العملية هم أشخاص معدودون، وقد تم إلقاء القبض عليهم.. الدجيل كانت معقل حزب الدعوة الشيعي، وهي منظمة شاركت في التمرد المدعوم من إيران ضد نظام صدام حسين البعثي خلال الحرب العراقية الإيرانية، وكان الغرب يعتبرها حينذاك منظمة إرهابية، وتم حظر الحزب عام 1980، وحكم على أعضائه بالإعدام غيابياً من قبل مجلس قيادة الثورة العراقي.. ..... الدجيل، بلدة صغيرة في محافظة صلاح الدين، معظم سكان البلدة من المذهب الشيعي، تقع على بعد 60 كيلو متر شمال بغداد، ويبلغ عدد قاطنيها حوالي 100000 نسمة.. تشتهر البلدة ببساتينها وأراضيها الزراعية الخصبة، وبزراعة أنواع عديدة من الأشجار كالبرتقال والرمان والعنب، وتتكون الدجيل من عدة أحياء وهي الحي العسكري، والجمعية، والأمير، والزهراء، والصدرين أو حي كريجي، وكذلك حي الوحدة، كما يتبع لقضاء الدجيل عدد من القرى والأرياف من أهمها منطقة الشيخ إبراهيم والسجلة و10 تل عثمان و5 طوير ودور الصناعة والجلوديات.. كانت تعتبر المدينة آنذاك أحد مراكز القوة لحزب الدعوة الإسلامية، الحزب الذي كان محظوراً في الثمانينيات أثناء وقوع عملية الاغتيال الفاشلة للرئيس صدام حسين.. في الثامن من يوليو للعام 1982، زار صدام حسين الدجيل لإلقاء خطاب يشيد فيه بالمجندين المحليين الذين شاركوا في الحرب ضد إيران، زار صدام عدة أسر وعندما انتهى من زيارته، وأثناء عودته لبغداد، هاجم موكبه مجموعة مسلحين أطلقوا النيران الكثيف على الموكب، مما أسفر عن مقتل اثنين من حراس صدام.. بعد فشل عملية الاغتيال، وحسب إفادة شهود، قامت قوات عسكرية بأمر مباشر من صدام حسين بعمليات قتل ودهم واعتقال وتفتيش واسعة النطاق في البلدة، قتل وأعدم على إثرها 143 شخص من سكان البلدة، من بينهم أطفال بعمر أقل من 13 سنة كما أفاد الشهود.. كما تم اعتقال 1500 شخص من سكان البلدة والذين تم نقلهم إلى سجون في العاصمة العراقية بغداد، ليتم نقلهم بعدها إلى معتقل "ليا" في صحراء محافظة المثنى، وقد تعرضوا خلال هذه الفترة حسب شهادات حية إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.. كما صدر قرار بتدمير وتجريف ما يقارب 1000كم مربع من الأراضي الزراعية والبساتين المثمرة الواقعة في البلدة، وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة العراقية دفعت تعويضات شكلية عن البساتين والأراضي الزراعية المتضررة بعد 10 أعوام من هذه المجزرة.. ..... شهادة حية، عبد الحسين الدجيلي كان شاهداً على الأحداث في حينها، أفاد بأن قوات الجيش والحرس الخاص والحرس الجمهوري دخلت المدينة في اليوم التالي، وبدأت تمشيط البساتين بعد أن قصفتها بالصواريخ والطائرات، ثم بدأت حملة اعتقالات لأشهر متتالية، الاعتقالات شملت عدداً كبيراً من الرجال والأطفال والنساء.. الدجيلي أكد أن عدد من أعدموا يفوق العدد المعلن، وبينهم ثمانية أطفال، مضيفاً بأن القوات العراقية احتجزت في حينه ثماني عائلات مكونة من 612 فرد، وأزالت مساحات زراعية تقدر بـ 75 ألف دونم، بينما حكم على الناجين بالنفي في الداخل مدة أربعة أعوام، كما طمرت القوات العسكرية نهر الدجيل.. ..... وبعد أكثر من 25 عاماً على حدوث واقعة الدجيل، استخدمت المجزرة ضد صدام حسين وكانت أحد أسباب إعدامه عام 2006، عقب الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، وسقوط بغداد.

Category

Show more

Comments - 585